الأربعاء، 15 فبراير 2012

اندرايدج

نعاني فى وطننا العربي من مشكلة الربط بين العقل والعمر, ونبنى على هذا الربط مفاهيم كثيرة تصل مع البعض الى الغيرة, مثل "دول لسه صغيرين ما شافوا ايه من اللى شوفناه, او الرد السخيف: دول لسه ماطلعوش من البيضة, هذه الردود ان دلت فهى تدل على صاحب فكر عقيم, وشخصية مغرورة لا تتقبل وجود جيل صغير صاحب فكر ورأى, وللاسف نجد من بين هؤلاء بعض الثوار او من يطلقوت على انفسهم نشطاء, ويبدأ فى سرد قائمة من المزايدات عن بطولاته فى نظام المخلوع ونضاله فى السجن الحربي, ولكن ليس ذلك الجيل ان امهاتهم ولدتها فى التسعينيات, ليس ذنبهم انهم صغارا, ثم ان فكرة الربط بين الاعتقال والثورية سيئة وتقصى الغالبية العظمى من الثوار, وتنم عن غرور البعض وتفكيرهم الطبقى. 

قد لا اكون انتمى لهذا الجيل الصغير ولكم كنت اتمنى ان يتأخر مولدى اعوام اخرى لاكون بينهم, فانا ارى فيهم ذاتى, ولكن للاسف للاهل دور كبير فى كبت هذا الجيل الصاعد.

انتمى لاسرة مصرية كان لسان حالها كأى اسرة مصرية, خليك ماشى جمب الحيط, لو حاولت اتكلم عن السياسة وحال البلد تكون نهاية العالم, للاسف استسلمت كنت وحيدا بين اهلى واصدقائي, فاهلى يخبرونى بان اهتم بدراستى فحسب, واصدقائي لا يشغل بالهم سوى اللهو فقط, استسلمت لمحاولات الاهل من جهة والاصدقاء من الاخرى, رغم انى لم اكن سوى ابدى رأيي فيما يحدث حولى.

للاسف هذا الفكر لازال موجودا فى اوساط الاسرة المصرية, وانا صاحب الواحد وعشرون عاما, لا زالت عائلتى باكملها تخبرنى "ابعد عن السياسة" واصدقائي فى الجامعة لا هم لهم سوى "التظبيط" و "...."

لكن ما ان اتكلم مع احد هؤلاء "الجيل الصاعد" تنابنى حالة من الفرح واود قول "وحشتونى فينكم من زمان"

ارى فيهم مفكرون, ارى فيهم ثائرون, ارى فيهم عقلاء, ارى فيهم حكماء, ارانى فيهم.

ولكن للاسف لازلنا نربط بين عقل الشخص وعمره, ونتناسى ان عليا آمن برسالة النبى ممحمد صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانية اعوام فى حين لم يؤمن ابيه, ونتناسى ايضا نومه فى فراش الرسول, نتناسى ان ابى جهل قتل على يد غلامين, نتناسى بطولات كثيره ذكرها التاريخ, ولا نزال نربط بين فكر الشخص وعمره, قد يكون سبب ذلك معتقد ازلى فى الاذهان, او غرور وتكبر, او غيره, لا اعرف مايكون لا اعرف سوى انه خطأ كبير واقصاء لجيل ليس اقل ثوريه ممن سبقوهم بل قد يكون اكثر لكن ذنبه الوحيد صغر سنه



كلمة اخيره: الطفولة طفولة العقل, وليس العمر.